غير مصنف

أول ظهور لـ”الجنرال حسان” القائد الجديد لأقوى أجهزة المخابرات الجزائرية

الجزائر ــ  الرأي الجديد

أظهر فيديو بثه التلفزيون الرسمي الجزائري، مراسم تنصيب العميد عبد القادر آيت وعرابي، الشهير باسم “الجنرال حسان”، على رأس مديرية الأمن الداخلي (المخابرات الداخلية التي تعتير أهم أجهزة المخابرات الجزائرية)، بعد يومين من الإعلان رسميا عن الخبر الذي جاء  ببيان فقط لوزارة الدفاع بدون صور أو فيديو، مما أثار بعض التأويلات.

وورد في الفيديو الذي مصدره وزارة الدفاع الجزائرية، إشراف الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش على المراسم، متوسطا عبد القادر آيت وعرابي، المعروف باسم “الجنرال حسان”، مديرًا عامًا للأمن الداخلي، والعميد المقال عبد القادر حداد المدعو “ناصر الجن”، بحضور إطارات من جهاز الأمن الداخلي.

وتعد هذه المرة الأولى التي تظهر فيها صورة للجنرال حسان في الإعلام، على الرغم من تقلده مناصب عليا في جهاز المخابرات الجزائري، أبرزها وحدة مكافحة الإرهاب المعروفة ب”سكورات”.

وكتقليد جديد، بات قادة المخابرات الجزائرية يظهرون للعلن في المناسبات التي تستدعي ذلك، وهو ما كان إلى وقت مضى غير وارد على الإطلاق، ما خلق نوعا من الهالة والألغاز على من قادوا هذا الجهاز.

وكان مؤخرا، مدير المخابرات الخارجية الجزائرية العقيد موساوي رشدي فتحي المعين سنة 2024، قد نشط ندوة عن المخاطر السيبرانية في ملتقى إفريقي احتضنته الجزائر، وهو ظهور اعتبر حدثا في حد ذاته.

وتمثل عودة الجنرال حسان للواجهة وظهوره العلني لأول مرة، من إعادة الاعتبار لشخصه، بعد مسار متعرج تقلد فيه أعلى المناصب في جهاز المخابرات قبل أن ينتهي إلى السجن في فترة رئيس أركان الجيش الراحل أحمد قايد صالح.

وفي سيرته المختصرة، بدأ الجنرال عبد القادر آيت وعرابي، المولود عام 1947 عمله العسكري في البحرية الجزائرية خلال ستينيات القرن الماضي. التحق لاحقًا بمديرية أمن الجيش قبل أن يبرز اسمه في مجال مكافحة الإرهاب منذ سنة 1992، وهو المجال الذي قاده إلى تولي مناصب قيادية حساسة داخل الجهاز الأمني، قبل أن يُعين في 21 مايو/أيار 2025 مديرًا عامًا للمديرية العامة للأمن الداخلي.

وبحسب تقرير للصحافي الجزائري فريد عليلات في مجلة “لوبوان” الفرنسية، الذي نشر قبل إعلان تنصيب الجنرال حسان رسميا، فـ”خلال مسيرته المهنية، قاد مهام استخباراتية في مناطق الساحل والتشاد والسنغال، وأصيب بجروح خطيرة خلال مهمة في أنغولا نال على إثرها تهنئة من الأمين العام للأمم المتحدة لشجاعته. بعد عودته إلى الجزائر عام 1999، لعب دورًا حاسمًا في التصدي للعمليات الإرهابية، مما جعله محل تقدير لدى شركاء دوليين من فرنسا والولايات المتحدة، ويُعتبر أحد أكثر الضباط الجزائريين تتويجًا.”

وأكد أن أبرز محطات مسيرة الجنرال حسان كانت العملية الاستخباراتية في ليبيا عام 2013، عقب هجوم تيقنتورين (الهجوم الإرهابي على قاعدة غازية جنوب شرق الجزائر)، حيث كلفه مدير الاستخبارات الجزائرية آنذاك الفريق محمد مدين (المعروف باسم الجنرال توفيق) بمهمة سرية لاسترجاع أسلحة خطيرة، من بينها صواريخ مضادة للطيران، كانت موجهة لجماعة يقودها مختار بلمختار. نجح رجاله في اختراق الجماعة، والمشاركة في صفقة الأسلحة، ثم القضاء على عناصرها واسترجاع العتاد والمال، في عملية نوعية لم تكن بعلم قائد الأركان آنذاك، أحمد قايد صالح، الذي شعر بالإهانة وقرر ملاحقته قضائيًا.

لكن تلك العملية كانت وبالا على الرجل، ففي 27 أغسطس/آب 2015، أُودع الجنرال حسان سجن البليدة العسكري بأمر من قايد صالح، ووجهت إليه تهم تتعلق بإتلاف وثائق ومخالفة التعليمات العسكرية، وهي قضايا مصنفة ضمن “أسرار الدفاع”. حكم عليه بالسجن خمس سنوات قضاها كاملة حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وبعد إطلاق سراحه، عاد إلى شقة متواضعة في حي عسكري بأعالي العاصمة، وفق ما يرويه تقرير المجلة الفرنسية. وفي عام 2021، تمت تبرئته رسميًا، واستعاد ممتلكاته واعتباره المهني.

إضغط هنا لمزيد الأخبار

 

 

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى