محادثات النووي الإيراني: تقدم غير حاسم… وتوتر مستمرّ

روما ــ الرأي الجديد
انتهت في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بشأن البرنامج النووي الإيراني، دون التوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، الذي تتوسط بلاده بهذا الخصوص، أنّ تقدما أحرز بين الطرفين، لكنه “غير حاسم”، على حدّ تعبيره.
وأعلن البوسعيدي عبر حسابه على منصة “إكس”: “انتهت الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة”، مضيفاً أن المحادثات شهدت “بعض التقدم لكنه ليس حاسماً”، معرباً عن أمله في توضيح القضايا المتبقية خلال الأيام المقبلة، بما يمهد الطريق نحو اتفاق مستدام ومشرف للطرفين.
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، رئيس الوفد الإيراني في المفاوضات، أن المحادثات مع الولايات المتحدة معقدة، وتتطلب المزيد من الجولات لاستكمالها، لكنه أشار إلى وجود إمكانية للتقدم من خلال المقترحات التي تقدم بها الوسطاء العمانيون.
وقال عراقجي في منشور على “إكس”: “إيجاد طريق للتوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب: عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق، عدم التخصيب يعني عدم وجود اتفاق. حان وقت اتخاذ القرار”.
كما أوضح مصدر إيراني مقرب من فريق التفاوض لوكالة “رويترز”، أن الجولة القادمة من المحادثات قد تعقد في مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، التي تتوسط في هذا الملف الحساس، إلى جانب تحديد موعد ومكان الجولة المقبلة لاحقًا، مع توقعات باستمرار المحادثات لبضعة أيام.
حوار صعب ومعقّد
وكانت الجولة الخامسة قد شهدت حوارًا صعبًا، خصوصاً بعد تأكيد المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في 18 ماي، على أن تخصيب إيران لليورانيوم يشكل “خطًا أحمر” للولايات المتحدة، مستبعدًا قبول تخصيب محدود، في موقف يعكس تشدداً أمريكياً مقارنة بإشارات سابقة.
من جانبها، تؤكد طهران حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، وتطالب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها مقابل الحد من بعض الأنشطة النووية، وهو ما لا تزال واشنطن ترفضه بشكل قاطع.
ويُعد هذا الملف من أبرز نقاط التوتر في العلاقات الإيرانية الأمريكية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، مما أدى إلى تصعيد سياسي واقتصادي مستمر بين الطرفين.
وتلعب سلطنة عمان دور الوسيط الحيادي في هذا الملف، حيث قدمت مقترحات تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، وترى أنها قادرة على تسهيل التوصل إلى اتفاق مرضٍ للطرفين، وأكد وزير الخارجية العماني أن المحادثات ستستمر حتى حسم الخلافات العالقة.
إضغط هنا لمزيد الأخبار