أحداثأهم الأحداثدولي

بين الجنوب والشرق: إسرائيل ترسم خريطة أمنية جديدة في سوريا

القدس المحتلة ــ الرأي الجديد

أعلن قائد عسكري إسرائيلي، أن التهديد القادم من سوريا قد تغيّر، مؤكدًا استعداد إسرائيل لمواكبة هذا التحول من خلال تأسيس “الفرقة الشرقية”، لمواجهة التغير الجديد.

ويذهب مراقبون إلى أن هذا التصريح يُعد مؤشرًا واضحًا على أن “تل أبيب” تعيد رسم أولوياتها الأمنية والعسكرية تجاه الساحة السورية، وتتجه نحو تثبيت وجود عسكري دائم ومركّز على الحدود الشرقية. ويعكس ذلك تحوّل سوريا من ساحة “ضربات محدودة” إلى مصدر تهديد استراتيجي طويل الأمد، يتطلب بنية عسكرية خاصة واستعدادات ميدانية دائمة.

ويرى الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، عرابي عرابي، أن تصريحات بلوث “قد تحمل في طياتها نية لتكثيف عمليات القصف في مناطق دير الزور، خصوصًا في ظل ما وصفه بمحاولة سوريا إعادة بناء تشكيلات عسكرية في تلك المنطقة”.

وأشار في حديثه مع “قدس برس”، إلى أن دولة الاحتلال “قد تحتج بأن هذه التشكيلات تشكّل تهديدًا لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) أو للأقليات، في مسعى للضغط على الحكومة السورية ودفعها لتقديم تنازلات إضافية في أي مفاوضات محتملة”.

وأضاف عرابي أن هذه التصريحات تُعد رسائل ضغط تمهيدًا لإجراءات أو سياسات إسرائيلية قادمة، واصفًا ذلك بـ “المقلقة”.

ورأى، في حديثه مع “قدس برس”، أن الموقف الإسرائيلي، سيبقى مرهونًا بمدى فعالية الضغوط والوساطات التي تمارسها أطراف على تواصل مع الحكومة السورية، مثل أذربيجان، الإمارات، وفرنسا، بالإضافة إلى حلفاء واشنطن في المنطقة.

وشدّد علوان على أن “إسرائيل لن يروق لها استقرار سوريا أو تعافي جيشها، لذا فهي تسعى إلى الاستثمار في أي اختلال داخلي”.

وأوضح أن المشهدين الإقليمي والدولي يتجهان نحو دعم استقرار سوريا، بما في ذلك تعزيز الوضع السياسي للحكومة الجديدة، الأمر الذي قد يشكل عامل ضغط على إسرائيل. ومع ذلك، أكّد أن “إسرائيل ستنتهز أي فرصة لخلق أوراق تفاوضية، تمكّنها من رفع سقف مكاسبها في أي مفاوضات قادمة مع دمشق”.

وفي ضوء هذه المعطيات، يرى مراقبون أن سوريا تواجه مرحلة دقيقة من التصعيد الإسرائيلي المستمر، حيث تسعى “تل أبيب” إلى تعطيل أي مسار نحو الاستقرار السياسي أو العسكري، من خلال تنفيذ ضربات متفرقة وخلق توترات داخلية.

وبينما تعتمد الحكومة السورية على حلفائها لمواجهة هذا التصعيد، تظل الساحة مفتوحة على احتمالات أكثر سخونة، في حال لم تُفلح الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية في كبح جماح الغطرسة الإسرائيلية.

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى