أهم الأحداثاجتماعيالمشهد السياسينقابياتوطنية

بعد إعلانه الإضراب العام… هل أخطأ اتحاد الشغل؟

 

بقلم / جنات بن عبد الله

 

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له صادر يوم الثلاثاء 31 ماي 2022 دخول كافة أعوان المؤسسات العمومية في إضراب كامل يوم الخميس 16 جوان 2022.

ويأتي هذا القرار حسب البيان على خلفية تعمد حكومة بودن ضرب مبدأ التفاوض وتنصلها من تطبيق الاتفاقيات المبرمة وعدم استعدادها لإصلاح المؤسسات العمومية، كما يأتي، حسب ذات البيان، احتجاجا على الارتفاع الجنوني لأسعار كافة المواد والدفاع عن الحقوق الاقتصادية للموظفين واحتجاجا على رفض الحكومة زيادة الأجور.

من جهة أخرى اعتبرت وكالة التصنيف “فيتش رايتنغ” في مذكرة لها صادرة نفس اليوم الثلاثاء 31 ماي 2022 وقبل إعلان اتحاد الشغل الإضراب العام، أن عدم مشاركة اتحاد الشغل في الحوار الوطني المقترح من قبل رئيس الجمهورية يقلص من مصداقية الإصلاحات الاقتصادية لحكومة بودن ويقلص أيضا من فرضية توصل البلاد إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على خط تمويل جديد.

وفيما تراوحت ردود الفعل تجاه قرار الإضراب بين مؤيد ورافض في ظل غياب الرؤية وتعمق الأزمة المالية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد والضغوط الخارجية ذات العلاقة بالحرب الروسية الأوكرانية والأزمة السياسية الداخلية تساؤلات عديدة تبقى تبحث عن أجوبة علها تنير الرأي العام التونسي المدعو إلى التحرك السريع من أجل إيقاف نزيف العجز المزدوج لميزانية الدولة والجاري الذي يهدد البلاد بعدم تسديد ديونها الخارجية والذهاب إلى نادي باريس.

** فهل أخطأ اتحاد الشغل اختياره الإضراب لإبلاغ صوت من لا صوت لهم من عائلات دفعت إلى دائرة الفقر وعجزت عن توفير ملعقة زيت وكأس حليب ورغيف خبز وحبة دواء وكراس بسبب سياسة تقشف ظالمة وجائرة ووحشية؟

** هل أخطا اتحاد الشغل إعلانه الإضراب لحماية حقوق موظفين مهددة، وغلق أبواب وظيفة عمومية أعلنت تجميد الانتدابات أمام معطلين ينتظرهم التهميش وقوارب الموت؟

** وهل أخطأ اتحاد الشغل إعلانه الاضطراب لرفضه التفويت في “رزق البيليك” من مؤسسات عمومية، والدوس على تضحيات شعب أسس ليجني أبناءه اليوم الثمار؟

** هل أخطأ اتحاد الشغل اختياره الإضراب لحماية “الستاغ” و”الصوناد” والخطوط التونسية ونفطنا وشمسنا ورياحنا ومياهنا من جشع الشركات العالمية وظلم عقود اللزمات والامتياز؟

** هل أخطأ اتحاد الشغل إعلانه الإضراب لرفضه لبرنامج إصلاحات اقتصادية لم يساهم في تصوره ولا صياغته وتبنته حكومات نصبتها أجندات باسم شعب أوهموه باسترجاع سيادته؟

** هل أخطأ اتحاد الشغل قراره الإضراب وخروجه عن مسار الداعين إلى أجراء اتفاق مع صندوق نقد دولي جثم خبراؤه على مفاصل إدارة غرقت في متاهات لعبة الأمم ورأس مال عالمي حول الشعوب إلى أرقام لخدمة استثماراته؟

** وأخيرا هل سيتعظ هذا الشعب ونخبه وأحزابه ومنظماته المهنية والنقابية بدروس الأزمة الحالية للتصدي لابتزاز الداخل والخارج واستدراج البلاد إلى الإفلاس؟

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى