أحداثأهم الأحداثدولي

الانسحاب الأميركي من أفغانستان هل يؤدي إلى سلام بالشرق الأوسط ؟ خبير عربي مقيم في أميركا يجيب

لندن ــ الرأي الجديد

يبدو أن دول الشرق الأوسط، وهي تستعد لعصر ما بعد الولايات المتحدة الأميركية، أدركت أن التعامل مع بعضها، ولو في نطاق محدود، أمر بالغ الأهمية لتعزيز استقرار أكبر في هذه المنطقة المضطربة.

هكذا استهل خالد الجابر مدير مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في واشنطن، مقالا له بمجلة “ناشيونال إنترست”، مشيرا إلى أن قمة بغداد الأخيرة في أوت 2021، سلطت الضوء على تصميم العراق على تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، من خلال تسهيل المزيد من الحوار بين دول غرب آسيا.

ومع ذلك يعتقد خالد الجابر، أن القمة نفسها كانت مخيبة للآمال ولم تحقق نجاحا كبيرا، وعلى الرغم من أنها ربما تكون قد خفضت من سخونة التوترات الإقليمية، فإنها لم تجلب لحظات “انفراج” جديدة في العلاقة بين إيران والسعودية، الدولتين اللتين سعتا إلى تحقيق أقصى استفادة من الاجتماع.

لكنه أردف بأن المؤتمر لا يزال مهما، لأنها المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تجلس فيها العديد من المجموعات المتنافسة – السعودية وإيران وتركيا والإمارات وقطر ومصر- إلى طاولة واحدة، للتباحث بشأن حل سلمي للقضايا الصعبة التي تواجه المنطقة.

ولفت إلى أن الدول الأخرى التي شاركت في القمة، بالإضافة إلى الدول المتنافسة، هي فرنسا والأردن، ولم يكن هناك تمثيل للبحرين أو عمان أو سوريا. ومع ذلك رأى الجابر أنها كانت أهم مؤتمر سلام واسع النطاق شهده الشرق الأوسط منذ بداية الربيع العربي في عام 2011، ورمزا لتحوّل أوسع بعيدا عن المواجهة الإقليمية.

وأضاف أن العراقيين استضافوا القمة في وقت تتراجع فيه العديد من الحكومات في الشرق الأوسط عن مواقفها الأكثر تشددا في السياسة الخارجية من عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتتبنى مقاربات جديدة للشؤون الإقليمية.

ورغم استمرار الخلافات الأيديولوجية في تأجيج التوترات بين مختلف دول المنطقة، فإن معظم المجموعات المتنافسة في الشرق الأوسط ترى بشكل متزايد أن القمة تخدم مصالحها لفتح المزيد من الحوار، وتحل المشاركة والتوافق الدبلوماسي ببطء، ولكن بتؤدة، محل “الصقورية” والنزعة العدوانية، كما شوهد في جميع أنحاء المنطقة هذا العام.

واعتبر الباحث أن هذا التوجه تحركه بشكل أساسي عوامل سياسية في الولايات المتحدة،  منها انتهاء رئاسة دونالد ترامب، وإجراءات الرئيس الحالي جو بايدن، الذي بدا أقل دعما وأكثر انتقادا للأنظمة الاستبدادية في المنطقة. وكما أظهرت أحداث الشهر السابق في أفغانستان، فقد بدا أقل استعدادا للمخاطرة بأرواح جنوده للدفاع عنها.

ويبدو أن الصفقة الكلاسيكية التي يقوم عليها الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، أي الضمانات الأمنية مقابل إمدادات نفطية رخيصة وموثوقة، قد توقفت بشكل مفاجئ، وغيابها جعل بعض دول الشرق الأوسط قلقة للغاية، بشأن علاقاتها مع الولايات المتحدة.

ولم يعد قادة دول مثل السعودية يؤمنون بأن واشنطن “تدعمهم” سياسيا. وقد دفع هذا بدوره الرياض وعواصم المنطقة الأخرى للاستثمار في الجهود المبذولة لتحسين العلاقات مع الجيران.

واختتم الجابر مقاله بأن الحقائق الاقتصادية الجديدة التي أوجدها كوفيد-19، تسببت في رغبة المزيد من دول المنطقة في سياسات خارجية أقل تكلفة، والبحث عن فرص جديدة للتعاون الاقتصادي مع المزيد من البلدان، بما في ذلك تلك الموجودة على طرفي نقيض من الانقسامات الجيوسياسية والأيديولوجية.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى